كان سيداً في قومه، وله أمثال وكلام سائر. وهو القائل لأولاده: إن أمرتكم بالحروب ثكلتكم، وإن أمرتكم باجتنابها صبرت على ذلكم، والثكل خير من الذل.
وقال: لا يقوم عن الغضب بذل الاعتذار.
وقال: العزيز منوع، والذليل قنوع؛ والواجد متجن، والطالب متحين.
كان سيد تميم، وهو الذي دخل على كسرى، فرغب إليه في أن يترك العرب تمير من أريافه؛ فقال: إن العرب غدر فجر، وإن دخلت بلادي عاثت فيها! فقال أيها الملك، أنا ضامن لك أنها لا تعيث، وهذه قوسي عندك رهن! فضحك أصحاب كسرى، فقال لهم كسرى: لا تضحكوا فإن للعرب وفاء! وأخذت منه القوس.
ودخلت بنو تميم فامتارت ولم تفسد شيئاً. ومات حاجب فجاء ابنه عطارد بن حاجب إلى كسرى، وأخذ منه القوس؛ فضرب المثل بقوس حاجب، وكان بنو زرارة يفخرون بها.