ومن كتاب أفعل للأصفهاني أنه يضرب به المثل في الجود، فيقال: "أقرى من حاسي الذهب" لأنه كان لا يشرب الماء إلا في آنية الذهب. وكان قد أصاب كنزاً، فكثر منه بذله ونفقته، وهو أول من أظهر الرفاهية. وفيه يقول أمية بن أبي الصلت الثقفي، وكان مداحاً له:
له داع بمكة مشمعل ... وآخر فوق دارته ينادي
إلى ردح من الشيزى عليها ... لباب البر يلبك بالشهاد
وكان يقال: لو بقي أحد لسخاء لبقي ابن جدعان.
وفي الحديث: أن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المساكين، فهل ذلك نافعة؟ فقال: "لا تنفعه لأنه لم يقل يوماً: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين".
ومن كتاب حلى العلا لابن جبر القيرواني: أن الجن نعته قبل أن يعلم بموته في أرض بعيدة بشعر أوله:
ألا هلك السيال غيث بني فهر ... وذو الباع والعز القديم وذو الفخر