بن مضاض الجرهمي، وهو تحت طاعة بلقيس صاحبة اليمن. فأمر سليمان البسر أن يبرأ من ملك مكة والكعبة إلى نبت بن قيدار.
وعظم نبت في العرب وأيده سليمان، ورغب إليه أخواله أن يكون الملك له، ويشرفهم بمفتاح البيت وولايته، فدفع لهم ذلك عارية؛ ولهذا قال الحارث بن مضاض الجرهمي في شعره المتقدم:
وكنا ولاة البيت من عند نابت ... نطوف بذاك الركن والبيت عامر
وذكر البيهقي أن نبتاً قال للبسر الجرهمي الذي كان صاحب الأمر قبله: قد سلبك الله ملكك فلا يسلبك عقلك، اخرج عني من مكة وإلا أخرجت روحك من بدنك؛ فبأي عين تنظرني بعدما أخذت ملكك! وبأي عين أنظرك وأنا أعتقد أنك تطمع في رد ما أخذ منك! فرحل عنه، وولي سدانة البيت غيره من بينهم.
ثم مات نبت وترك ابنه الهميسع صغيراً، فلم يقدر على الملك مع أخواله جرهم. وملك سلطنة الحجاز عمرو بن مضاض الذي جرى له الحروب العظيمة مع بني إسرائيل، ثم أخوه الحارث بن مضاض. وكانت جرهم والعمالقة قد أخذوا التابوت من بني إسرائيل، ودفنوه في مزبلة، فنهاهم الهميسع عن ذلك فلم ينتهوا، وأعلمهم الحارث أن ذلك مما لا يبقي الله [على] من فعله، فاستخرجه