وذكر أبو عبيدة في الأمثال أن جذيمة الأبرش نزل منزلا، وأمر أن يجني له أناس الكمأة، فكان بعضهم إذا وجد منها شيئاً يعجبه ربما آثر نفسه على جذيمة، وكان عمرو بن عدي يأتيه بخير ما يجده، ويقول:

"هذا جناي وخياره فيه ... إذ كل جان يده إلى فيه"

وقد تقدم في تاريخ الزباء كيف قتلها عمرو وأخذ ثأر خاله جذيمة، وورث ملكه بعده.

قال صاحب تواريخ الأمم: "إن الحيرة والأنبار بالعراق بنيتا في زمان بختنصر، فخربت الحيرة بتحول أهلها عند هلاك بختنصر إلى الأنبار، وعمرت الأنبار خمسمائة وخمسين سنة إلى أن بدأت الحيرة في العمارة أيام ملك عمرو بن عدي باتخاذه إياها منزلا، فعمرت الخيرة خمسمائة وبضعا وعشرين سنة إلى أن وضعت الكوفة وبناها عرب الإسلام.

ولما مات عمرو بن عدي ملك بعده ابنه:

امرؤ القيس بن عمرو

مائة وأربع عشرة سنة: في زمن سابور بن أردشير، وزمن هرمز بن سابور، وزمن بهرام بن هرمز، وبهرام بن بهرام، وبهرام بن بهرام بن بهرام وفي زمن نرسي بن بهرام بن بهرام، وفي زمن هرمز بن نرسي، وفي زمن سابور ذي الأكتاف عشرين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015