فلما أخبر عمر بذلك، قال له: هلا ضمنت له الأمر، فإذا أفاء الله به إلى الإسلام قضى عليه بحكمه.
وبعث عمر رضي الله عنه إلى حسان، فأقبل وقد كف بصره، فقال: يا أمير المؤمنين، إني لأجد ريح آل جفنة عندك. قال: نعم، هذا رجل أقبل من عند جبلة. قال: هات ما بعث معك، فقال له: وما علمك بذلك؟ قال: إنه كريم من عصبة كرام، مدحته في الجاهلية فحلف ألا يلقى أحداً يعرفني إلا أهدى إلي شيئاً. فدفع إليه تلك الهدية، وأخبره بما حد له في الجمال، فقال: وددت أنك وجدتني ميتا، فنجرتها على قبري!
ثم عاد الرسول، فأمره عمر أن يضمن له الأمر من بعده، فعندما دخل القسطنطينية وجد الناس منصرفين من جنازته.
ومن عقبه البرجلوني أحد ملوك النصارى بالأندلس.
قال صاحب تواريخ الأمم: "جميع ملوك بني جفنة من غسان اثنان وثلاثون ملكا، وملكهم ستمائة سنة وسنة".
ومن الكمائم: هؤلاء الملوك كانوا لا يستقرون في مدينة يتوارثون فيها الملك مثل بني نصر بالحيرة. نزلوا في أول أمرهم بجلق، وأحيوا رسومها بعدما خرجت.