النسب في الأزد كما تقدم، وغسان ماء شربوا منه فعرفوا به؛ قال حسان بن ثابت:
إما سألت فأنا معشر نجب ... الأزد نسبتنا والماء غسان
وقد تقدم أنهم لما خرجوا من اليمن عند سيل العرم تفرقوا على البلاد.
ومن تواريخ الأمم: "نزلت غسان من الأزد بادية الشام، والملك بها في سليح بن حلوان بن قضاعة وهم من قبل القياصرة، فضربت عليهم ملوك سليح وهم الضجاعمة الاتاوة. فلما أتى سبيط والي الجباية لأخذها من
ثعلبة بن عمرو الغساني وأغلظ له، رفق به ثعلبة وكان حليماً، وقال له: هل لك فيمن يزيح عللك في الإتاوة؟ قال: نعم؛ قال: عليك بأخي جذع بن عمرو، وكان فاتكاً. فأتاه سبيط، وأغلظ له في المقال، فسل جذع سيفه، وضربه حتى برد، فقيل: "خذ من جذع ما أعطاك"،