من له ذكر في الجاهلية

من الأوس والخزرج ويعرف من أسلم منهم بالأنصار الأوس والخزرج هما ابنا قيلة وهي أمهما، وأبوهما حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن مازن بن مالك بن الأزد.

وكان حارثة بن ثعلبة قد سار في قضية سيل العرم التي كانت باليمن إلى الشام، فجري لهم مع الروم ما أوجب رجوع حارثة بأهله إلى أرض العرب فنزل المدينة المنورة، وهي حينئذ لليهود وملكهم شريف بن كعب اليهودي، فقال لحارثة: لا تنزلوا علينا إلا على شرط، وهو أن اليهود لغسان حاضرة وغسان لليهود بادية. فكتبوا بذلك عهداً، إلى أن جرى خصام بين يهودي وغساني، فقال شريف للغساني: أنتم معشر غسان لكم أنفة تحملكم على شهادة الزور! فقال أحد غسان: كذبت، بل لنا أحساب تمنعنا من شهادة الزور، ولكن يا شريف، أنتم أذلاء إلا بأرض العرب، فكيف لا تسرع بلسنك إلى سبهم؟ ولو ألسبوك الذلة لعرفت لهم حقهم! ثم إن جذع بن سنان الغساني الفاتك هاج الحرب بين الفريقين. وأعانتهم غيبة ملك اليهود عن يثرب في حصنه - وبينهما عشرة أميال - ففتكت غسان باليهود، وسبت نساءهم، وملكت ديارهم؛ ولم يصل الملك إلا وقد ملكوا المدينة. فطلبوا الصلح، واستنصروا بإخوانهم الذين بخيبر وجهات الشام، فوقع الصلح والهدنة على المشاركة في سكنى يثرب، إلى أن كانت الغلبة للعرب، وأخرجتهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015