سابور من أجمل أهل زمانه؛ فرأى كل منهما صاحبه، فتعاشقا وتراسلا، إلى أن قالت له: ما تجعل لي إن دللتك على ما تهدم به سور المدينة وتقتل أبي؟ قال: أحكمك، وأرفعك على نسائي، وأخصك بي دونهن. قالت: عليك بحمامة ورقاء مطوقة، فاكتب في رجلها: بحيض جارية بكر زرقاء؛ ثم أرسلها، فإنها تقع على سور المدينة فتتداعى - وكان ذلك طلسم المدينة. ففعل، فتداعى سور المدينة، وفتحها عنوة، وقتل الضيزن، وأباد بني قضاعة الذين كانوا معه فلم يبق منهم باقية؛ فقال عمرو بن إله وكان مع الضيزن:
ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت سراة بني العبيد
ومصرع ضيزن وبني أبيه ... وأحلاس الكتائب من تزيد
أتاهم بالفيول مجللات ... وبالأبطال سابور الجنود