ذو نواس أسعد بن تبان

لما قتل ذا شناتر وهو من ذرية الملك "قالوا له: لا نرى أحق [معك] بالملك فملكوه. وهو صاحب الأخدود المذكور في القرآن: وذلك أنه كان على اليهودية، فبلغه عن أهل نجران أنهم دخلوا في النصرانية برجل أتاهم من قبل آل جفنة ملوك غسان فعلمهم إياها وحببها إليهم. فسار ذو نواس إلى غزوهم بنفسه، فمن تابعه على دينه خلى عنه، ومن أقام على النصرانية قذفه فيها، حتى أتي [بامرأة] معها صبي لها ابن سبعة أشهر، فقال لها الصبي: يا أماه، أمضي على دينك، فإنه لا نار بعدها! فرمى بالمرأة وابنها بالنار، وكف.

ومضى رجل من اليمن يقال له: ذو ثعلبة، في البحر إلى ملك الحبشة وهو على النصرانية، فخبره ما صنع ذو نواس بأهل ملته. فكتب ملك الحبشة إلى قيصر يعلمه بذلك، ويستأذنه في التوجه إلى اليمن؛ فكتب له أن يصير إليها، وأعلمه أنه سيظهر عليها.

فأقبل ملك الحبشة في سبعين ألفاً، وجازوا البحر إلى اليمن، فخرج إليهم ذو نواس وحاربهم، فهزموه وقتلوا خلقا كثيراً من أصحابه، ومضى منهزماً وهم في أثره حتى أتى البحر، فاقتحم فيه بفرسه، فكان آخر العهد به".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015