وحدّثني «1» أيضا، قال:
كان المهلّبيّ، في بعض انحداراته إلى البصرة، وهو وزير، أضاق، فأخذ غلّة عظيمة، بعشرة آلاف دينار، لأبي عليّ «2» ، وجدها بالبصرة، وأخذ غلّات التجار المحدورة من دستميسان «3» ، وواسط «4» ، وغلّات خلق كثير، وباعها، وصرفها، في دخل وخرج المملكة.
فأشير على أبي عليّ، بالإصعاد إلى سبكتكين الحاجب «5» ، ومسألته ليخبر معزّ الدولة بذلك، فيأمر بارتجاعها منه.
فخالف أبو عليّ، وانحدر إلى المهلّبي، فتلقّاه بالأبلّة «6» .
قال: فلما صعدت إليه، هشّ بي، وسرّ سرورا عظيما، وقال:
ما جاء بك؟
فقلت: بلغني أنّ الوزير أيّده الله، أخذ غلّة وجدها لي بالبصرة، فسررت بذلك، لتقديري أنّه شرّفني بهذه الحال، وبسط يده في مالي، كما