أنشدني أبو الحسن محمد بن غسان بن عبد الجبار، قال: أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن هليل الصابي «1» الكاتب لنفسه:
تورّد دمعي فاستوى ومدامتي ... فمن مثل ما في الكاس عيني تسكب
فو الله ما أدري أبا لخمر أسبلت ... جفوني أم من دمع عيني أشرب
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه:
ما زلت في سكري ألمّع كفّها ... وذراعها بالقرص والآثار
حتى تركت أديمها وكأنّما ... غرس البنفسج منه في الجمّار
قال: وأنشدني لنفسه:
فديت من سارقني لحظها ... من خيفة الناس بتسليمته
لما رأت بدر الدجى زاهيا ... وغاظها ذلك من شيمته
سلّت له البرقع عن وجهها ... فردت البدر إلى قيمته «2» [92]
وأنشدني، قال: قرأت على ظهر دفتر:
كنّا نزوركم والدار دانية ... في كلّ وقت فلما شطّت الدار
صرنا نقدّر وقتا في زيارتكم ... وليس للشوق في الأحشاء مقدار