فاستغرق فيها، فلما أعياه ذلك، تركه على حاله.

وفي موضع من ... «1» الذي في ظهر البطائح، بين واسط والبصرة، ممّا يلي الطفوف «2» ، من القبة العتيقة، فيه خزانة يقال لها: القارة «3» ، يقال إنها من خزائن قارون، طولها أربعون ذراعا، والعرض مثله، وارتفاعها أكثر من ذلك، مبنيّة بالقار، والحصى، والنوى، وهي مجموعة ليس «4» لها باب ولا نقف لها على مدخل «5» .

وكان رجل من ساكني تلهوار، يعرف بعمر النجار، أضاف رجلا من المجتازين، وأكرمه، فأحبّ أن يكافيه، فأعلمه كيفيّة الوصول إلى هذه القارة، وكتب له بذلك كتابا، أوقفه عليه.

وقال له: نريد أن نستعين برجل كبير، وأومأ إلى خاقان، وأبي القاسم بن حوط العبدسي، وكانا رئيسي البلد، فأعلمهما ذلك.

فأعدوا له آلة لما يحتاج إليه من الفتح، من مرور «6» ، وآلات حديد، وخشب وزبل «7» ، وسلاليم «8» ، وأجرّة سفن، وحبال، وغير ذلك، ولزمهما عليها- مع مؤن الرجال- ألوف دراهم كثيرة، وأثبتا رجالا كثيرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015