حدّثني أبو الحسين «1» ، قال: سمعت حامد بن العباس «2» ، في وزارته «3» ، يتحدّث، قال:
كان صاعد بن مخلد «4» ، وصفني للناصر لدين الله «5» ، وعظّم عنده من أمري، حتى اختصصت بخدمته.
فاستدعاني يوما على خلوة، وقال: قد علمت ما لحقنا من هذا العدوّ، يعني [59] صاحب الزنج «6» ، حتى عدنا إلى هاهنا.
قال: وكان ذلك بعد انهزامه من بين يدي صاحب الزنج «7» ، وعوده من مقامه بواسط «8» ، ليستريح، ويتأهب للرجوع، ويستعد لقتاله.
قال: وقال لي الناصر: وأمري كما ترى مختلّ، وجميع ما في خزانتي ثلاثون ألف دينار عينا، وهذا لا يقع منّي «9» ، وأريد أن تصرف همّتك إلى