حدّثني أبو الحسين «1» ، قال: سمعت أبا الحسن بن الفرات «2» ، يقول:
ناظرت الجهظ «3» ، أحد العمال، على مؤامرة قد عملناها له، وكنت أنا وأخي، وجعلنا نأخذ خطّه بباب باب.
فلما كثر ذلك، قال لي سرّا: ليس الشأن في الخطّ، الشأن في الأداء، ستعلمون أنّكم لا تحصلون على شيء.
فسمعه عبيد الله «4» ، لأنّا كنّا في مجلسه، فقال له: أعد عليّ ما قلت، فاضطرب.
فقال: لا بدّ أن تعيده، فأعاد ذلك.
فقال: إذن، لا تلي لي- والله- بعدها عملا أبدا، قم عافاك الله إلى منزلك، خرّق يا غلام، المؤامرة.
قال: فخرّقت في الحال، وانصرف الجهظ إلى منزله، فما صرّفه عبيد الله بعد ذلك.
وشاع خبره، فتحامى الناس كلّهم استخدامه، فهلك جوعا في منزله، حتى بلغ أنّه احتاج إلى الصدقة.