قال: ثم نزلنا بالياسرية «1» ، وبينها وبين بغداد قرب، في بساتين متّصلة، ينزلها الناس، فيبيتون ليلتهم، ثم يبكّرون لدخول بغداد.
فلما كان قريب الصباح، إذا بالسوداء أتتني مذعورة.
فقلت: ما لك؟
فقالت: إنّ سيدتي ليست حاضرة.
فقلت: وأين هي؟
قالت: والله ما أدري.
قال: فلم أحسّ لها أثرا بعد، ودخلت بغداد، وقضيت حوائجي منها، وانصرفت إليه، فأخبرته الخبر.
فعظم ذلك عليه، واغتمّ له، ثم ما زال بعد ذلك، ذاكرا لها، واجما عليها.
المنتظم 7/94