قيل: كان الأفشين «1» مبغضا لأبي دلف القاسم بن عيسى العجلي «2» ، وحاسدا له على فضله، ويبغضه للفروسية والشجاعة «3» ، فحمل نفسه يوما على قتله، واستدعاه باستحثاث وإزعاج.
وكان أبو دلف، صديقا لقاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد، فبعث إليه: أدركني، فمن أمري كذا وكذا، فركب مسرعا، واستحضر من حضره من الشهود.
فلمّا ورد باب الأفشين، قال له الغلمان: نستأذن لك؟
قال: الأمر أعجل من ذلك، ونزل، ودخل، فألفى الأفشين جالسا