فقال أبو القاسم هذا، لأبي يوسف البريديّ، في اليوم الذي عزم فيه على الركوب إلى الأبلّة «1» ، ليسلّم فيه على أخيه أبي عبد الله «2» : أيها الأستاذ لا تركب، فإنّ هذا اليوم يوجب تحويلك فيه عليك، قطعا بالحديد.
فقال: يا فاعل، إنما أركب إلى أخي فممّن أخاف؟ وخرج بالطيّار.
فعاد غلام زحل، فأخرج جميع ما كان له في الدار من أثاث، وذهب لينصرف.
فقال له الحجّاب: إلى أين؟
فقال: أهرب، لأن الدار بعد ساعة تنهب.