وإنّه لما لم يبق له إلّا نحو خمسين ألف دينار من ماله، تاب من هذا كلّه، ولزم يده «1» ، وتجهز للحجّ. فأنفق فيه، وفي أبواب الثواب «2» عشرة آلاف دينار.
فلما قضى حجّه، وعاد يريد بغداد، مات في طريقه وهو شاب، فورث ورثته باقي ذلك المال.
وسمعت بعض الطيّاب «3» ، يقول، وقد جرى ذكر رجل عندنا بالبصرة، ورث مقدار مائة ألف دينار «4» ، فتقاين بها في سنين قريبة، وعاد فقيرا.
فقال له ذلك الرجل: يا أخي فرسخ قراضة في هذا العمل بضاعة «5» .