قال: فدخل بيتا حيالي وأغلق بابه، وأبطأ ساعة طويلة، ثم جاءني وقد خاض وحلا إلى ركبته، وماء، ومعه سمكة تضطرب كبيرة.

فقلت له: ما هذا؟

فقال: دعوت الله تعالى، فأمرني أن [55 ب] أقصد البطائح «1» فأجيئك بهذه، فمضيت إلى البطائح فخضت الأهوار «2» ، وهذا الطين منها، حتى أخذت هذه.

فعلمت أنّ هذه حيلة، فقلت له: تدعني أدخل البيت، فإن لم تنكشف لي حيلة فيه آمنت بك.

فقال: شأنك.

ودخلت البيت، وأغلقته على نفسي، فلم أجد فيه طريقا ولا حيلة.

فندمت، وقلت: إن أنا وجدت فيه حيلة وكشفتها له، لم آمن أن يقتلني في الدار، وإن لم أجد، طالبني بتصديقه، فكيف أعمل؟

قال: وفكّرت في البيت، فدققت «3» تأزيرة «4» ، وكان مؤزّرا بإزار ساج،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015