عن التنوخي، عن أبي دهمان الغلابي، قال:
حضرت بشار بن برد «1» ، وعقبة بن رؤبة «2» ، وابن المقفّع «3» ، قعودا، يتناشدون، ويتحدّثون، ويتذاكرون، حتى أنشد بشار أرجوزته الداليّة:
يا طلل الحيّ بذات الصمد
ومضى فيها.
فاغتاظ عقبة بن رؤبة لما سمع فيها من الغريب «4» ، وقال: أنا وأبي «5» فتحنا الغريب للناس، وأوشك- والله- أن أغلقه.
فقال له بشّار: ارحمهم رحمك الله.
قال: يا أبا معاذ، أتستصغرني وأنا شاعر بن شاعر بن شاعر؟
قال: فأنت إذن من القوم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.
تاريخ بغداد للخطيب 7/117