وحدّث أبو محمد الصلحي «1» ، قال: حدّثنا جماعة من كتّاب أبي الحسن بن الفرات، وخواصّه قالوا:
عاد أبو الحسن من الموكب «2» يوما، فجلس بسواده «3» مغموما، يفكّر فكرا طويلا، فشغل ما رأينا منه قلوبنا، وظننّاه لحادث حدث.
فسألناه عن أمره، فدافعنا، وألححنا عليه، فحاجزنا، وقال: ما هاهنا إلّا خير وسلامة.
فقام ابن جبير «4» وكان من بيننا متهوّرا مدلّا، فقال: تأمر أيها الوزير بأمر؟
قال: إلى أين؟
قال: أستتر، وأستر عيالي، وسبيل هؤلاء الذين بين يديك أن يفعلوا مثل فعلي.
قال: ولم؟
قال: تعود من دار الخلافة، وأنت من الغمّ الظاهر في وجهك، على