حدّث أبو علي التنوخي، قال: حدّثني أبو محمد الحسن بن محمد الصلحي الكاتب «1» ، قال:
حدّثني غير واحد من كتّاب الحضرة «2» ، أنّ أبا أحمد العباس بن الحسن «3» لما مات المكتفي بالله «4» ، جمع كتّابه، وخواصّه، وخلا بهم، وشاورهم فيمن يقلّده الخلافة، فأجمعوا، وأشاروا على العباس، بعبد الله بن المعتزّ «5» ، إلّا أبا الحسن بن الفرات «6» فإنّه أمسك.
فقال له العباس: لم أمسكت، ولم تورد ما عندك؟
فقال: هو أيّها الوزير، موضع إمساك.
قال: ولم؟
قال: إنّه وجب أن ينفرد الوزير- أعزّه لله- بكل واحد منّا،