أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزّاز «1» عن أبي القاسم عليّ بن المحسّن التنوخي. عن أبيه، قال: حدّثني أبو الفرج أحمد بن عثمان بن إبراهيم، الفقيه المعروف بابن النرسي، قال:
كنت جالسا بحضرة أبي، وأنا حدث، وعنده جماعة، فحدّثني حديث وصول النعم إلى الناس بالألوان الطريفة، وكان ممّن حضر، صديق لأبي، فسمعته يحدّث أبي، قال:
حضرت عند صديق لي من التجّار، كان يحزر بمائة ألف دينار، في دعوة، وكان حسن المروءة.
فقدّم مائدته، وعليها ديكبريكه «2» ، فلم يأكل منها، فامتنعنا.
فقال: كلوا، فإنّي أتأذّى بأكل هذا اللون.
فقلنا: نساعدك على تركه.
فقال: بل أساعدكم على الأكل، وأحتمل الأذى، فأكل، فلمّا أراد غسل يديه أطال، فعددت عليه، أنّه قد غسلها أربعين مرة.
فقلت: يا هذا، وسوست؟
فقال: هذه الأذيّة التي فرقت منها.