أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا الخطيب، قال: أخبرنا عليّ بن أبي عليّ، عن عليّ بن عيسى بن عليّ النحوي «1» ، قال:
كان أبو بكر بن السّراج «2» يقرأ عليه كتاب الأصول الذي صنّفه، فمرّ فيه باب، فاستحسنه بعض الحاضرين، فقال: هذا والله أحسن من كتاب المقتضب «3» .
فأنكر عليه أبو بكر ذلك، وقال: لا تقل هذا، وتمثّل ببيت، وكان كثيرا ما يتمثل في ما يجري له من الأمور بأبيات حسنة، فأنشد حينئذ:
ولكن بكت قبلي فهاج لي البكا ... بكاها وقلت الفضل للمتقدّم
قال: وحضر في يوم من الأيام بنيّ له صغير، فأظهر من الميل إليه والمحبة له، فأكثر.
فقال له بعض الحاضرين: أتحبّه؟
فقال متمثلا:
أحبّه حبّ الشحيح ماله ... قد كان ذاق الفقر ثم ناله
المنتظم 6/220 تاريخ بغداد 5/320