يَا مسرور ائْتِنِي بجبة أسماط بَيْضَاء أضعها فَوق ثِيَابِي وقلنسوة طَوِيلَة وعكاز أتوكأ عَلَيْهِ ونعلين عربيتين وناد فِي النَّاس بَرِئت الذِّمَّة من رجل قَامَ إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي هَذَا الْيَوْم إِذا رَآهُ فَلَيْسَ ذَلِك

ثمَّ خرج من دَار الْإِمَارَة حَتَّى دخل مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأتى سَارِيَة عَليّ رَضِي الله عَنهُ فصلى عِنْدهَا رَكْعَتَيْنِ وَكَانَ ابْن عمرَان جَالِسا ينظر فِي أُمُور النَّاس لَا يلْتَفت يَمِينا وَلَا شمالا وَلَا يحول وَجهه إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلَا يَدْعُو بِهِ فَلَمَّا فرغ الْمَنْصُور من ركعتيه قَالَ للربيع لَئِن زادني ابْن عمرَان على حَقي شَيْئا لأجعلنه نكالا فِي هَذَا الْيَوْم

قَالَ الرّبيع فَقلت فِي نَفسِي لأَنْت أَهْون عَلَيْهِ من ذَلِك فَلَمَّا خف مَجْلِسه دَعَا بالجمالين ثمَّ نَادَى مناديه أَيْن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ فَلم يقم الْمَنْصُور ثمَّ قَالَ الْمُنَادِي أَيْن عبد الله بن مُحَمَّد الْهَاشِمِي فَقَامَ الْمَنْصُور قَائِما فَدخل فَجَلَسَ بَين يَدَيْهِ فَقَالَ ابْن عمرَان تكلمُوا فَقَالُوا أصلح الله القَاضِي هَذَا أَمِير الْمُؤمنِينَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015