وهو دلالة اقتضاء أن يدل ... لفظ على ما دونه لا يستقل

دلالة اللزوم ..

ضمير هو للمنطوق غير الصريح، يعني أن غير الصريح ثلاثة أقسام دلالة الاقتضاء، ودلالة الإيماء والتنبيه، ودلالة الإشارة. سميت دلالة اقتضاء لأن المعنى يقتضيها لا اللفظ. فالأول هو: أن يدل لفظ بالالتزام على معنى غير مذكور مع أنه مقصود بالأصالة ولا يستقل المعنى أي لا يستقيم إلا به لتوقف صدقه أو صحته عقلًا أو شرعًا عليه وإن كان اللفظ لا يقتضيه وضعًا. مثال ما توقف صدقه عليه قوله صلى الله عليه وسلم: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه». أي: المواخذة بها لتوقف صدقه على ذلك لوقوعها. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لذي اليدين حين قال له: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ «كل ذلك لم يكن» أي في ظني. ومثال ما تتوقف صحته عليه قلا قوله تعالى: ((وأسأل القرية التي كنا فيها)) أي: أهل القرية، إذ القرية وهي الأبنية المجتمعة لا يصح سؤالها عقلًا جريا على العادة، وإلا فيجوز لنبي سؤالها وتجيبه خرقًا للعادة. ومثال ما تتوقف صحته عليه شرعًا ما إذا أمر بالصلاة فإن ذلك يتضمن الأمر بالطهارة لا محالة، فاللفظ المتوقف صدقه أو صحته منطوق صريح، والمضمر الذي لابد للصدق أو الصحة منه منطوق غير صريح وهو من ضرورة المنطوق الصريح. قوله دلالة اللزوم مفعول مطلق لقوله يدل.

مثل ذات ... إشارة كذاك الإيماآت

مثل خبر مبتدأ المحذوف أي هي أي دلالة الاقتضاء مثل دلالة الإشارة في كون كل بالالتزام ومن المنطوق غير الصريح قوله كذاك الإيماآت، الإيما دون همزة اللام مع القصر للوزن مبتدأ خبره آت فاعل من أتى وكذلك الحال، يعني أن دلالة الإيماء أتت عندهم مثل دلالة الاقتضاء والإشارة في كون كل بالالتزام ومن المنطوق غير الصريح:

فأول إشارة اللفظ لما ... لم يكن القصد له قد علما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015