ويقال للمفهوم منطوق إليه فلا يلتبس عليك المنطوق والمنطوق إليه وقد أكدوا في الوصية بمعرفة التمييز بين الاصطلاحات حذرًا من اللفظ.
معنى له في القصد قل: تأصل ... وهو الذي اللفظ به يستعمل
يعني: أن المنطوق هو المعنى الذي قصده المتكلم باللفظ أصالة أي بالذات من اللفظ والبيت تفسير لمحل النطق في قولهم المنطوق ما دل عليه اللفظ في محل النطق بأن لا يتوقف استفادته من اللفظ الأعلى مجرد النطق سواء كان اللفظ حقيقة أو مجازًا ولا يقال أن المجاز غير دال بالوضع لأنا نمنع ذلك بل هو دال بالوضع النوعي، قال التفتازاني في شرح الشمسية إذ المراد بالوضع في دلالة المطابقة ما يشمل النوعي وقد صرح الكمال بأن المجاز من قبيل المنطوق الصريح وعزى ذلك لابن الحاجب أيضًا.
وأعلم أن المنطوق قد يكون غير حكم بأن يكون محل الحكم معنى كان كالتأفيف في الآية وقد ذاتا كزيد وقد يكون حكمًا كتحريم التأفيف للوالدين الدال عليه قوله تعالى ((فلا تقل لهما أف)) وطريقة ابن الحاجب تخصيص المنطوق والمفهوم بالحكم وأما المدلول التضمني فإن قلنا أنه الجزء المفهوم في ضمن الكل كان منطوقًا كما نقل عن حواشي العضد على التلويح للسعد وإن قلنا أنه الجزء المفهوم قصدًا بعد فهم الكل كما نقل عن الرازي كان مفهومًا والدليل على أن المراد بقولنا معنى له .. الخ المنطوق سبقه في الترجمة مع قوله (وغير منطوق هو المفهوم)
نص إذا أفاد ما لا يحتمل ... غيرا وظاهر أن الغير احتمل