1- استشهاده في مبحث "التاء" للمناسبة على قلة تقدم الخبر جملة بقول الفرزدق:

إلى ملك ما أمه من محارب ... أبوه ولا كانت كليب تصاهره1

والصواب "أبوها" كما يقتضيه البيت التالي وهو:

ولكن أبوها من رواحة ترتقى ... بأيامه قيس على من تفاخره

وبهذا صار البيت شاهدا على تقدم الخبر شبه جملة لا جملة كما هو ظاهر.

2- استشهاده في مبحث "كل" على وجوب مراعاة معناها بحسب المضاف إليه النكرة، فهو مثنى في قول الفرزدق:

وكل رفيقي كل رحل وإن هما ... تعاطي القنا قوما هما أخوان2

وبالنظر إلى روايته "قوما" بالتنوين قال: "وهذا البيت من المشكلات لفظا وإعرابا ومعنى فلنشرحه إلخ"، ثم قال ما قال بناء على روايته الخاطئة، وسيأتي في ترجمة الدماميني شارح المغني تصحيحها بما يفيد أنه مثنى مرفوع مضاف لا مفرد منصوب منون.

ومما يجدر التنويه به أن ابن هشام في المغني لم يقف عند المسائل النحوية، فتناول فيه بعض المسائل البلاغية، لا لتقليد السابقين من النحاة، ولذا يقول: "ولم أذكر بعض ذلك في كتابي جريا على عادتهم، وأنشد متمثلا:

وهل أنا إلا من غزية إن غوت ... غويت وإن ترشد غزية أرشد

بل لأني وضعت الكتاب لإفادة متعاطي التفسير والعربية جميعا"3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015