نسيم الصبا (صفحة 96)

فأحببت الدخول في زمرة المجاهدين، ورفضت قاعدة الذين قالوا: {ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ}. فلما كملوا عدداً وعُدداً وتحروا في أهبتهم رشداً، ساروا إلى جهة العدو المخذول، وطيور السعد تحوم عليهم ولا تحول. ياله من جحفل تحفل بالشوس، وكتيبة تميل إلى خضرتها النفوس، وجيش عرمرم، وخميس لهب أسلحته يتضرم، وعسكر جرار، وفيلق يتلو: {قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ}. يهول المنظر، مثار العثير. قوي القلب والجناحين، كم ليدها الطولى من جناحين. يدني بعيد الآجال، وينفر حتى الوعل والآجال. النصر من جملة آياته، والظفر معقود براياته:

محلى بالسيوف وبالعوالي ... وبالحلق الموانع والقسي

وفيه عيون درع ناظرات ... إلى الأعداء من طرف خفي

ببحر الحرب منه سابحات ... تملك حسنها قلب الكمي

ألا لا تخش فيه ليل نقع ... فكم قد حاز من وجه مضي

ينطوي على غضنفر كاسر، وعقاب يصول من النصال بمناسر، وذفر مشيع، وباسل عمر خصمه مضيع، وبطل ثبت الغدر، وأحمش لامنجى منه ولا وزر وشهم أيام عداه مدلهمة، وقدم صمة، وما أدراك ما الصمة؟

من كل مرهوب السطا رحب الخطا ... عرد المطا ليث تأبط ارقما

يبدو هلالاً في سماء عجاجه ... ويريك من زرق الأسنة أنجما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015