نسيم الصبا (صفحة 87)

ذكي العرف. جميل الصفات حسن الالتفات. إن حضر أحيا الأرواح، وإن أحضر فات الرياح:

غزال قد غزا قلبي ... بأسياف من الطرف

له عطف به ميل ... ولكن لا إلى العطف

ومن أرنب يرتع بين الشيح والزرنب. بطنه يقق، ومتنه شفق. قصير اليدين، ينام وهو ساهر العين:

وأرنب ذي وثوب في سياحته ... أثوابه صبغت من ماء عقبان

إذا جرى في فلاة خوف مقتنص ... تخاله كرة تهفو بميدان

ومن قرد نسناس، في خلقه ما يشبه الناس. خفيف الروح، يغدو في الشواهق ويروح. نزيه يهفوف، بالفهم والذكاء معروف:

أحسن بقرد سريع الفهم ذي شبه ... بالآدمي وهذا القدر يكفيه

له لسان ولكن لا يوافقه ... يكاد ينطق لولا عجمة فيه

فلما عانيت من تلك الوحوش ما راقني، وشاهدت من أصنافها وأوصافها ما شاقني، واجتليت محاسن عرائسها، وتنزهت في رياض ملابسها، قمت من شكر بارئها بما يجب، وأعلنت بتوحيد رازقها من حيث لا تحتسب، وتلوث إذ أدهشني جمعها وخلقها: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا}. ثم إنها مالت من الورد إلى الصدر، وتفرقت بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015