نسيم الصبا (صفحة 49)

أنحلته بثقالة ... ما أنت إلا خارج

وسوق تسوق المحبين إلى العطب، ويضرم ماؤها الجامد في القلوب ناراً ذات لهب:

إن فرج العين في بستان طلعته ... مشى ففرجها في جانب السوق

وأقدام مقدمة على أمثالها، مقبولة عند إدبارها وإقبالها، حسنها لا يضاهى ولا يشارك. وكعبها على الحقيقة كعب مبارك:

كل يذل له حتى ذوائبه ... أما تراها ترامت تلثم القدما؟

وعليه من الحلل الفاخرة، والملابس الملونة الباهرة، ما يخجل من حمرته وجه الشفق، ويحسد النهار بياضه اليقق، وتخضع لأسوده الظلماء، وتغار من أزرقه السماء، وتعنو الرياض لأخضره، وتغيب الشمس حياء من أصفره.

حمالة الحلي والديباج قامته ... تبت غصون الربا حمالة الحطب

وبخصره منطقة، لم تبرج له معتنقة، تعوقها العوائق، وتثقلها - كما يقال - العلائق. فمن سيف ماض كناظره، وسهم نافذ كأوامره، وقوس كحاجبه، ومدى لتقصير مدى عائبه، وهي تجول في أضيق مجال، وتنشد بلسان الحال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015