يحب الشمس لا يبغي سواها ... ويلحظها بمقلة مستهام
إذا غابت تكنفها اشتياقاً ... فنام لكي يراها في المنام
ومن آس ما لجرح محبه آس. يرعى العهود، ولا يميل إلى الصدور. كأنه بقية خضاب في
كف رداح، أو نضال ساهم أعدت للكفاح:
حكى لونه أصداغ ريم معذر ... وصورته آذان خيل نوافر
ومن ريحان يقول: إن وقت الري حان. كأنه وشم يد مطرفة. أو حلة مخضرة مفوفة، أو أطواق الحمام، أو سلاسل سوالف الغلام:
له حسن العوارض حين تبدو ... وفيه لين أعطاف القوام
ومن منثور، منظوم جوهره منثور. عطافه مؤتلفة، وألوانه مختلفة. أبيضه وأحمره كثغر الجيب وخده، وأصفره كوجه من مني بإعراضه وصده، يبخل بشذاه نهاراً ويجود به ليلا، وإلام يتستر وهو متهتك في حب ليلى؟
كأنه عاشق يطوي صبابته ... صبحاً وينشرها في ظلمة الغسق
ومن سوسن، تعالى الله ما أحسن. قائم على سوقه، ينتظر إياب معشوقه. من أزرق بهي الملبوس، وأبيض تميل إلى ضوء صبحه النفوس:
كأنه ملاعق من ورق ... قد خط فيها نقط من عنبر