نسيم الصبا (صفحة 109)

وتجاوز الحد في الكرم والإكرام. وعم بفضله البسيط وإحسانه الشامل، وآلى أن لا أرحل عن حيه مدة شهر كامل:

وحقق آمالي وقرب مجلسي ... وأرشفني كأس النوال مروقا

وقيدني بالمكرمات، أما ترى ... لساني له بالشكر أصبح مطلقا

ياله جواداً لا يلحق، وغيدقاً لا يطرق حين يطرق، وقلمساً بعيد المدى، وخضرماً تفيض أنديته بالندى، وصنديداً سخي البنان، وسميذعاً لا تبرح ربوعه ربيعاً للضيفان. وهماماً تهمي سحائب جوده، وأريحاً لم يزل مرتاحاً لملاقاة وفوده. يطوى حاتم الطائي عند نشره، ويفنى هرم بن سنان لبقاء شارح ذكره. ويطوف كعب بن مامة بكعبة حرمه، ويخلد به خالد القشري ليقتبس من كرمه وينقص لديه معن بن زائدة، ويلتقط يزيد بن الملهب في هلبة الزمان فرائده:

مفيد ومتلاف إذا ما سألته ... تهلل واهتز اهتزاز المهند

متى تأته تعشو إلى ضوء ناره ... تجد خير نارٍ عندها خير موقد

جزيل المروة شريف الأبوة. كريم النجار، جليل المقدار، علي الهمة، طليق الوجه عند الملمة، ويحرز المجد ويذهب الذهب، ويتبدئ بالإحسان إلى العفاة قبل الطلب. ظله ممدود، وجوده موجود، وفناؤه مقصود، وباب منزله عن الواردين غير مردود. يعطي من لا يرجوه، ويفصل قضية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015