نسب قريش (صفحة 300)

كهول دمشق وشبانها ... أحب إلينا من الجالية

لهم ذفر كصنان التيو ... س أعيا على المسك والغالية

فقال الحارث:

ساكنات العقيق أشهى إلى النف ... س من الساكنات دور دمشق

يتضوعن إن تطيبن بالمس ... ك صناناً كأنه ريح مرق

المرق: الموضع الذي فيه الدباغ. وهو الذي يقول:

كأني إذا مت لم اضطرب ... تزين المخيلة أعطافية

ولم أسلب البيض أبدانها ... ولم يكن اللهو من بالية

قال مصعب: وحدثني بعض من يعلم: أن عائشة بنت طلحة بنت عبيد الله قدمت مكة معتمرة، وهو أمير مكة يومئذ؛ فأتاها رسوله يقرئها السلام، ويستأذنها في المجيء؛ فأرسلت إليه: " إنا حرم، فنقضي مناسكنا؛ ثم نعلمك ". فلما ذهب الرسول، خرجت، وطافت، وسعت؛ ثم ركبت دوابها نحو المدينة؛ فبلغه ذلك؛ فأتبعها رسولاً؛ فلحقها؛ فقالت: " قد خرجت من عمل مكة ". فأشار بكتاب معه، وقال: " رسول الأمير "، فقالت لمولاة لها: " خذي كتابه! فإني لا أحسب إلا أن فيه بعض هناته ". فأخذته؛ فإذا فيه:

ما ضركم لو قلتم سدداً ... إن المنية عاجل غدها

لو تممت أسباب تعمتها ... تمت بذلك عندنا يدها

ولها علينا نعمة سلفت ... لسنا على الهجران نجحدها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015