الطبقات الكبرى (?) لابن سعد: « ... فإذا جرة هناك، فاطلعت ... فإذا فيها شيء من شعير، وإذا رحى وبرمة وقدر نظرت فإذا فيها كعب من إهالة (شحم) فأخذت ذلك الشعير فطحنته ثم عصرته في البرمة، وأخذت الكعب من الإهالة فأدمته به، فكان ذلك طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعام أهله ليلة عرسه» . أه. بتصرف.

حاولت عائشة وحفصة بادي الرأي وفي أول الأمر التكلف واصطناع شيء من الرضا بالتلطف ... لكن يبدو أن هذا الأسلوب لم يكن مكتوبا له الاستمرار فسرعان ما زايلهما، ثم ظهرت مخايل وسمات وأمارات الغيرة، وورد في طبقات ابن سعد اعتراف عائشة رضي الله عنها بقولها:

« ... ولكني كنت غيرى» ..

ومن عجب أن أم سلمة بحصافتها وزكانتها وتجربتها في الحياة كانت سعيدة في قرارة نفسها لما يعتور ويكانف كلا عائشة وحفصة من غيرة شديدة منها ... لكن بدت بكبريائها حكيمة واعية وقور لا يفت في ساعدها، ولا يوهن من عزمها، ولا يستفز في طويتها مشاعر الحدة أو الغضب أو الاستنفار ...

وفي الطبري (?) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غزا بني قريظة في السنة الخامسة للهجرة وحاصرهم جهدهم الحصار، فبعثوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل إليهم أبا لبابة بن عبد المنذر ليستشيروه في الأمر، فرق اليهم أبو لبابة، فلما سألوه: أننزل على حكم محمد؟ أجابهم: «نعم، انه الذبح» وأشار بيده الى حلقه. فما زايل موضعه ولا برح مكانه، حتى شعر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015