وقيل: إنها كانت عند عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ومن قبله كانت عند جهم بن عمرو بن الحارث الهلالي، وهو ابن عمها.
وقيل كانت عند عبد الله بن جحش (?) ، الذي استشهد في أحد، فخلفه عليها النبي صلى الله عليه وسلم.
ووردت روايات وأقاويل أخرى كلها موضع نظر، وعليها تحفظات، وفي إسناد كل منها مقال، لا يخلو من تعقيب أو تثريب، أو قدح وهلم جرا.
ثم إن وصف شكلها وصورتها لم يرد في أي من المصادر التي بين أيدينا، فليس هناك قول ثابت أو رواية راجحة أو مقطوع بها في هذا الصدد.
إلا أن بعضا من المؤرخين قال على التحقيق إن زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم منها كان بدافع الشفقة والرفق.
لقد كانت طيبة القلب، واسعة الصدر، بعيدة الأناة، كريمة الأخلاق، مرضية الطبيعة، فيها من السخاء والجود والعطف على الفقراء البائسين والمحتاجين ما لم يخف فضله على أحد.
لذلك لم يكن بدعا أن تسمى «أم المساكين» حيث إنها كانت كثيرة الرفق بهم والحدب عليهم، والإشفاق والحب لهم جميعا، وكانت كثيرة الإطعام للمساكين.