بنت عمير بن عامر الكنانية (?) ، وكانت في الجاهلية متزوجة من عبد الله بن الحارث الأسدي، وأنجبت منها ولدا هو الطفيل، وبعد وفاة زوجها اقترنت بأبي بكر وأنجبت منه عائشة رضي الله عنها وأخاها عبد الرحمن.

كانت هذه السيدة الفاضلة الكريمة الحسيبة النسيبة درة غالية، ذات جمال وبهاء وعقل وحكمة وفطنة، قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين، فلينظر إلى أم رومان» (?) .

كان جمال عائشة رضي الله عنها ظاهرا، فقد كانت عروسا مليحة، عيناها نجلاوتان، وجهها مشرب بالحمرة، شعرها جعد، جسمها خفيف.

وكانت أصولها قد امتدت وترعرعت من أطيب عنصر وأكرم جرثومة، فإن قومها وعشيرتها- وهم بنوتيم- مشهورون بالشجاعة والكرم والسخاء والجود والأريحية، والأمانة وسداد الرأي، وحسن المودة، وحسن العشرة.

لم يكن يشاكه عائشة أو يقاربها في الفضل الا خديجة رضي الله عنها، التي لم تبرح مخيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم برهة من زمانه، ولم تزايل حركاته أو سكناته، فهي غائبة حاضرة بروحها معه، تظاهره وتشايعه في كل موقف صعب، ومع كل حادث جلل.

كان إذا ما تذكر خديجة دمعت عيناه، ووكفت وهضبت محاجره أسى ولوعة للفراق، ثم يترحم عليها ويدعو لها لقاء ما تركته من ذكريات طيبة كريمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015