العمل في التجارة حتى ينتقل إلى عالم الحياة الرحب الفسيح المأهول، ويشق سبيل الكفاح الذي لا بد له منه. وقد قال عمه أبو طالب له فيما قال:
«يا بن أخي، أنا رجل لا مال لي، وقد اشتد علينا الزمان، وألحّت علينا سنون منكرة، وليس لنا مال ولا تجارة، وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام، وخديجة تبعث رجالا يتجرون في مالها، ويصيبون منافع، فلو جئتها لفضلتك على غيرك لما يبلغها عنك من أمانتك وطهارتك، وإن كنت أكره أن تأتي الشام، وأخاف عليك من يهود ... !!
وقد بلغني أنها استأجرت فلانا ببكرين، ولسنا نرضى لك بمثل ما أعطته، فهل لك في أن أكلمها؟»
قال محمد: ما أحببت يا عم ...
وفي رواية الإمام الطبري في تاريخه المشهور الذي هو أثبت التواريخ وأجمعها وأدقها أن السيدة خديجة رضي الله عنها هي التي عرضت عليه ذلك.
وقد ورد في الطبقات الكبرى (?) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغ خمسا وعشرين سنة قال له أبو طالب: أنا رجل لا مال لي، وقد اشتد الزمان علينا، وهذه عير قومك، وقد حضر خروجها إلى الشام وخديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها، فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك، وبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له، فأرسلت إليه في ذلك، وقالت له: أنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلا من قومك. أه. بتصرف.
ثم يقول بعد ذلك: فخرج إليها- أي أبو طالب- فقال: هل لك يا خديجة