بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
من موضوعات علوم القرآن التى تتشعب فيها الآراء «نزول القرآن على سبعة أحرف» فهو موضوع شائك، صحّت أحاديثه، وتعدّدت طرقها بما يشبه التواتر، ولكن الإجمال الذى فيها أدّى إلى الاختلاف على النحو الذى سنذكره فى هذا البحث.
والكلام فى نزول القرآن على سبعة أحرف يقتضى التمهيد له، ببيان اختلاف اللهجات العربية، واختلاف العلماء فى وجود كلمات أعجمية بالقرآن الكريم، ثم يكون الكلام عن درجة حديث نزول القرآن على سبعة أحرف، وطرق روايته، وتجلية معنى الحرف فى اللّغة، وآراء العلماء فى المراد بالأحرف السبعة، وما يستند إليه أصحاب كل رأى، ثم نناقش هذه الآراء لترجيح ما نرى أنه أقرب إلى الصواب، ونرد على الشبه التى أثارها المستشرقون ومرضى النفوس عن هذا الموضوع، وننهى حديثنا ببيان حكمة نزول القرآن على سبعة أحرف.
وقد رأيت أن أترجم للأعلام ترجمة موجزة تتميما للفائدة.
والبحث يعالج الموضوع بالمقاييس العلمية فى عرض الرأى مقترنا بدليله، ويحرر النزاع فى وضوح وجلاء، مع توخى وجه الحق الذى اقتنعت به، والاكتفاء بامهات المسائل التى تغنى عن فضول القول، وتحقق الهدف العلمى المرجو فى الدراسة العلمية.