أنها وجوه التغاير السبعة التي يقع فيها الاختلاف وهو الذي قال به الامام أبو الفضل الرازي1 في اللوائح، كما يقرب منه مذهب الامام ابن الجزري وبه قال ابن قتيبة والقاضي أبو الطيب، وأيده من المتأخرين الشيخ محمد بخيت المطيعي 2والشيخ محمد عبد العظيم الزُّرْقَاني 3، وهذه الوجوه هي:-
الأول: اختلاف الأسماء بالإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث نحو قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} (المعارج:32) فقُرئ هكذا لأماناتهم جمعاً، وقُرئ لأمانتهم بالإفراد.
الثاني:اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر نحو قوله تعالى: {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} (الأعراف:138) بكسر الكاف وضمها في الفعل، فقد وافقت كلتا القراءتين رسم المصحف العثماني أيضاً لأن هيكل الفعل واحد في الخط لا يتغير في كلتا القراءتين ومثل قوله تعالى: {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} (سبأ:19) ، قُرئ {رَبَّنا بَاعِد} بنصب لفظ ربنا على أنه منادى مضاف وبَاعِد بصيغة الأمر، وقُرئ {ربُّنا باعَدَ} برفع ربُّنا وفتح باعَد على أنه فعل ماض، وقرئ {ربَّنا بَعِّد} بنصب باء ربنا وبحذف الألف بعد باء باعد مع تشديد العين مكسورة وإسكان الدال فعل أمر وكلها صحيحة.