ممن تقدمت وفاتهم، وروى عنهم الأئمة الكبار كالبخاري ومسلم وأبي داود وغيرهم وعمره الله تعالى حتى تفرد بالرواية عن جماعةٍ جمةٍ من شيوخه لم يبق في الدنيا من يروي عنهم غيره وانتشر حديثه في الآفاق وكثر الرواة عنه إلى غير ذلك من أحواله، فحداني ذلك على أن أجمع شيوخه والرواة عنه وترتيب أسماءهم على حروف المعجم، فشرعت في ذلك ثم تذكرت أن صاحبنا الحافظ أبا بكر ابن نقطة البغدادي -رحمه الله تعالى- كان قد ذكر أن الحافظ أبا محمد ابن الأخضر البغدادي قد جمع شيوخه فقط فشرعت في جمع الرواة عنه فوجدتهم خلقاً لا يحصرهم عد ولا يحدهم حد فوقع الاختيار على ذكر من روى عنه أو سمع منه من حفاظ الحديث وأعيان الرواة، فاستخرت الله تعالى وعلقت في هذا المجموع ما تيسر لي جمعه منهم ورتبت أسماءهم على ترتيب حروف المعجم وذكرت ما انتهى إلي علمه من مولدهم ووفاتهم ونبذةً من أسماء شيوخهم ورواتهم وما تيسر من حديث أكثرهم عنه، ولم أستوعب جميع من يدخل في هذا الباب لاتساعه والله تعالى يحسن العون على بلوغ ما أردته ويعصم من الخطأ والزلل فيما أوردته إنه جوادٌ كريمٌ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بالله العلي العظيم.