وعليهما، وما دعاؤنا إيّاك إلى القرآن إلاّ كدعاية أهل التوراة إلى الإنجيل، ولسنا ننهاك عن دينك، ولكنّا (?) نأمرك به.

ثم قرأ الكتاب، فإذا فيه:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المقوقس عظيم القبط.

سلام على من اتّبع الهدى.

أمّا بعد. فإنّي أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرّتين. {قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اِشْهَدُوا بِأَنّا مُسْلِمُونَ} (?).

فلما قرأه أخذه وحطّه في حقّ من عاج وختم عليه (?).

ثم في وقت آخر عند فراغه أرسل المقوقس إلى حاطب فأحضره وهو [في] خلوة (?) وليس عنده إلاّ ترجمان له، فقال:

ألا تخبرنّي عن أمور أسألك عنها، فإنّي أعلم أنّ صاحبك قد تخيّرك (?) حين بعثك؟

قال: لا تسألنّ (?) عن شيء إلاّ صدقتك.

وقال: قال: إلى ما يدعو محمد عليه السلام؟

قال: إلى أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا، ونخلع ما سواه؛ ويأمر بالصلاة.

قال: فكم تصلّون؟

قال: خمس صلوات في اليوم والليلة، وصيام شهر رمضان، وحجّ البيت، والوفاء بالعهد. وينهى (عن المنكر) (?) وأكل الميتة والدم.

قال: ما (?) أتباعه؟

قال: الفتيان من قومه وغيرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015