العمري الدهلوي ثم رجع إلى حيدر آباد وولي العدل
والقضاء سنة اثنتين وثمانين فاستقل بها مدة حياته.
وكان رحمه الله عالماً كبيراً بارعاً في المنطق والكلام وأصول الفقه مشاركاً في الفقه والحديث
مدرساً محسناً إلى طلبة العلم.
له مصنفات كثيرة منها: التحقيقات المرضية لحل حاشية السيد الزاهد على الرسالة القطبية صنفها
في باندا سنة ثلاث وستين، ومنها القول الأسلم لحل شرح السلم لملا حسن، ومنها كشف المكتوم في
حاشية بحر العلوم المتعلقة بحاشية السيد الزاهد على الرسالة القطبية ومنها القول المحيط فيما يتعلق
بالجعل المؤلف والبسيط ومنها حل المعاقد في شرح العقائد للجلال الدواني، ومنها التعليق الفاصل في
مسألة الطهر المتخلل ومنها معين الغائصين في رد المغالطين ومنها الايضاحات لمبحث المختلطات
ومنها كشف الانتباه في شرح السلم لحمد الله ومنها البيان العجيب في شرح ضابطة التهذيب ومنها
كاشف الظلمة في بيان أقسام الحكمة ومنها العرفان متن متين في المنطق، ومنها نظم الدرر في سلك
شق القمر ومنها التخلية في شرح التسوية للشيخ محب الله الإله آبادي، ومنها نور الإيمان في آثار
حبيب الرحمن ومنها قمر الأقمار حاشية نور الأنوار في أصول الفقه، ومنها حل النفيسي حاشية على
شرح الموجز للنفيس، ومنها الأقوال الأربعة وله غير ذلك من المؤلفات النافعة، وأنفعها تعليقات له
على هداية الفقه للمرغيناني.
توفي يوم الإثنين لليلة بقيت من شعبان سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بحيدر آباد كما في حسن
العالم.
الشيخ عبد الحميد البدايوني
الشيخ الفاضل عبد الحميد بن محمد سعيد بن محمد شريف بن محمد شفيع العثماني الأموي البدايوني
أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف وقرأ العلم على
صنوه الكبير محمد لبيب البدايوني وأخذ الطريقة عن الشيخ آل أحمد الحسيني المارهروي ثم لازم
بيته وكان يدرس ويفيد، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء.
مولانا عبد الحي البرهانوي
الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة عبد الحي بن هبة الله بن نور الله الصديقي البرهانوي أحد العلماء
المشهورين وعباد الله الصالحين، ولد بقرية برهانه بضم الموحدة ونشأ بها ودخل دهلي فلازم الشيخ
عبد القادر بن ولي الله العمري الدهلوي وقرأ عليه الكتب الدرسية وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن
ولي الله وانتفع به نفعاً عظيماً، وكان الشيخ عبد العزيز يحبه حباً مفرطاً لأن عمته كانت تحت الشيخ
عبد العزيز ولأن عبد العزيز قرأ الفقه على جده نور الله ولذلك زوجه الشيخ المذكور بابنته وأقرأه
بعد ما ترك التدريس لإخوته، كما في مقالات الطريقة.
وكان عبد الحي مفرط الذكاء قوي الحفظ شديد الاشتغال بالبحث والمطالعة حلو الكلام فصيح
المنطق، درس وأفاد مدة بدهلي ثم لازم السيد الإمام أحمد ابن عرفان الشهيد البريلوي في حياة شيخه
عبد العزيز وأخذ عنه الطريقة وسافر معه إلى الحرمين الشريفين سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف
فحج وزار وعرب الصراط المستقيم لأهل الحرمين وبعث إليه القاضي محمد بن علي الشوكاني
بعض مصنفاته مع الإجازة العامة لمروياته ورجع إلى الهند مع الإمام المذكور وساح البلاد والقرى
بأمره سنتين فانتفع به خلق لا يحصون بحد وعد ثم سافر معه إلى الحدود الشمالية الغربية للهند سنة
إحدى وأربعين للجهاد فتوفي بها على فراشه، وآخر كلمة جرى بها لسانه: أللهم ألحقني بالرفيق
الأعلى.
قال محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه كان من أحسنهم يعني به أصحاب الشيخ عبد
العزيز خبرة بالفقه وأمرسهم بالكتب الدرسية، رأيت له رسالة في حث الناس على تزويج أياماهم
وردعهم عن استقباح ذلك، انتهى.