التلويح والتوضيح كلها
والمجلد الرابع من هداية الفقه وأجزاء من المجلد الثالث وجزءاً من شرح المطالع سماعاً والأمور
العامة من شرح المواقف سماعاً ومبادي اللغة من العضدية سماعاً وشطراً من شرح الجغميني
والسراجية والرشيدية والوصفية والعضدية، وفصوص الحكم ومقدمة نقد النصوص وأبواباً من
الفتوحات المكية والدرر الفاخرة والعوارف وبستان السمرقندي ومشكاة المصابيح سماعاً وشطراً من
تفسير البيضاوي كلها قرأ على والده ولازمه وتلقى الذكر منه، وفرغ من التحصيل وله إحدى
وعشرون سنة وتصدى للدرس والإفادة في حياة والده.
وكان يدرس ساعتين من أول النهار ويصلي الإشراق والضحى ثم يتغدى إن تيسر له ويقيل ثم
يصلي الظهر بجماعة في أول وقته ثم يشتغل بالتدريس والتلقين، وكان على قدم أبيه في القنوع
والعفاف والتوكل واتباع الجنائز وعيادة المرضى وإجابة الدعوة عامة كانت أو خاصة وكان لا يحزن
على الفقر والفاقة، وكان يصلي الصلوات كلها في أوائل أوقاتها ويعتني بذلك أشد اعتناء وكذلك
يعتني بالجماعة ويوصي أصحابه بها وكان يقرأ الفاتحة في الصلاة السرية، وله رسائل في السلوك
والتصوف.
وقد جمع ملفوظاته الشيخ شكر الله الدالموي ثم رتبها الشيخ غلام رشيد ابن محب الله الجونبوري.
توفي لست ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة ومائة وألف فدفن برشيد آباد من بلدة
جونبور، كما في كنج أرشدي.
مولانا محمد أسعد السهالوي
الشيخ العالم الفقيه محمد أسعد بن قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي كان أكبر أبناء
والده ولد ونشأ بقرية سهالي بكسر السين المهملة وقرأ العلم على والده ثم ولي الصدارة بمدينة
برهانبور في حياة أبيه، ولاه عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند، وكان مفرط الذكاء جيد القريحة، له
حاشية على الحاشية القديمة ولم يكن في قرية سهالي حين قتل أبوه، توفي في عهد شاه عالم بن
عالمكير، كما في رسالة قطبية.
مولانا محمد أسعد المكي
الشيخ العالم المحدث محمد أسعد الحنفي المكي أحد الرجال المشهورين في الحديث، أخذ عن الشيخ
تاج الدين المكي وعن غيره من العلماء بمكة المباركة ثم قدم الهند وتقرب إلى نواب ناصر جنك
فصاحبه مدة ولما قتل ناصر جنك تقرب إلى ابن أخته مظفر جنك وكان معه في محاربة وقعت بين
المظفر وبين الأفاغنة بأركاث فقتل معه.
قال السيد غلام علي البلكرامي في سبحة المرجان: إنه كان عنده نسخة من ضياء الساري شرح
صحيح البخاري للشيخ عبد الله بن سالم البصري المكي اشتراها من ولده وجاء بها إلى الهند، فقلت:
حقها أن تكون في الحرمين الشريفين ولا ينبغي أن تنقل إلى بلاد أخرى، فقال الشيخ: الكلام صحيح
ولكني ما فارقتها لفرط محبتي إياها، ثم أرسل الشيخ كتبه إلى أورنك آباد احتياطاً لما رأى من
هيجان الفتنة في أركاث قال: وإني رأيت جسده أصابه ستة أسهم، وكان ذلك يوم الأحد السابع عشر
من ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة وألف فدفن بصحراء المعركة في أرض كريب يلي على
فرسخ من قرية راي جونتي وكذلك على فرسخ من شعب كاركالوه وهو شعب مشهور في نواحي
كزبه.
السيد محمد أسلم الحسيني البلنوي
الشيخ العالم الصالح محمد أسلم بن جعفر الحسيني البلنوي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ ببلدة بلنه
ولازم والده وأخذ عنه العلم والمعرفة ثم قدم جونبور بعد وفاة والده وقرأ ما بقي له من الكتب الدرسية
على الشيخ محمد أرشد الجونبوري ولبس منه الخرقة ولازمه مدة وصحبه في الظعن والإقامة حتى
بلغ رتبة المشيخة فرخصه الشيخ إلى بلدة بلنه فتصدر بها للإرشاد مقام والده المرحوم وحصل له
القبول العظيم، وكان يحترز عن استماع الغناء خلافاً لمشايخه، وله شرح بسيط على رسالة شيخه
محمد أرشد بالعربية أوله: نحمده ونصلي على نبيه كما هو أهله، إلخ، ومن مصنفاته كتابه عمدة
النجاة في إيضاح الزلات.