التستري نواب نجم الدولة ابن مؤتمن الدولة
الدهلوي، كان من الرجال المعروفين بالعقل والدهاء، ولد ونشأ بأرض الهند وتقرب إلى محمد شاه
فولاه على بخشيكري مكان والده وجعله من خاصته وندمائه، قتل سنة ثلاث وستين ومائة وألف، كما
في مآثر الأمراء.
الشيخ محمد بن بير محمد البلكرامي
الشيخ الصالح محمد بن بير محمد العمري البلكرامي أحد العلماء المتصوفين، ولد ونشأ بمدينة بلكرام
وأخذ العلم وسافر إلى البلاد ولازم الشيخ حبيب الله القنوجي المتوفي سنة 1140 هـ مدة من الدهر
وأخذ عنه، وشرح كتابه روضة النبي في سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالفارسي وسماه بمدينة
العلم أوله: الحمد لله الجليل والصلاة على حبيبه الجميل، إلخ.
الشيخ محمد بن جعفر الكجراتي
الشيخ العالم الفقيه محمد بن جعفر بن الجلال بن محمد الحسيني البخاري أبو المجد محبوب عالم
الكجراتي كان من ذرية الشيخ جلال الدين حسين الحسيني البخاري الأجي، ولد بكجرات لليلتين خلتا
من ربيع الأول سنة سبع وأربعين وألف وقرأ على والده وعلى غيره من العلماء بأحمد آباد ثم تصدر
للتدريس، أخذ عنه الشيخ نور الدين بن محمد صالح الأحمد آبادي، ومن مصنفاته تفسير القرآن
الكريم بالفارسي برواية أهل البيت وتفسير القرآن بالعربي على نهج الجلالين وله زينة النكات في
شرح المشكاة وله غير ذلك من الرسائل.
توفي لتسع عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة ومائة وألف ببلدة أحمد آباد فدفن بها،
كما في مرآة أحمدي.
محمد شاه الدهلوي سلطان الهند
الملك الكبير محمد شاه بن جهان شاه عالم بن عالمكير بن شاهجهان ابن جهانكير بن أكبر شاه
التيموري الكوركاني الدهلوي سلطان الهند، قام بالملك بعد ابن عمه فرخ سير سنة إحدى وثلاثين
ومائة وألف، وافتتح أمره ببذل الأموال على الناس وحارب عبد الله خان وصنوه حسين علي خان
المتغلبين على السلطة فقتلهما وخلا ذرعه وساحته عن المعاندين، واشتغل بما لا يعنيه وانغمس في
الشهوات والملاهي واشتهر ذكره في بلاد أخرى فقصد الهند نادر شاه الإيراني سنة إحدى وخمسين
ومائة وألف وقاتل الولاة في أثناء الطريق وانتزع البلاد والقلاع حتى وصل إلى باني بت فتلقاه
محمد شاه بجيوش عظيمة فوقع بين الجيشين قتال وتطاول أياماً وقتل في بعضها أمير الأمراء وكان
محمد أمين النيسابوري يطمع أن يكون مكانه فولى محمد شاه قمر الدين بن غازي الدين السمرقندي
فخامر عليه النيسابوري وانسل بطائفة من جنوده إلى نادر شاه فضعف بذلك السبب محمد شاه، ثم
سعى النيسابوري في الصلح بين الملكين فتواعدا للاجتماع إلى مكان عيناه فسبق إليه محمد شاه ثم
وصل نادر شاه فتم الصلح على أن يدخل نادر شاه بجيوشه إلى مدينة دهلي، وكان جيش نادر شاه
منتشراً في المدينة نازلين مع أهلها فكان أوباش الهند إذا ظفروا بواحد منهم قتلوه غيلة، فبلغ نادر شاه
ذلك فأمر جيوشه بقتل أهل المدينة فما زالوا يقتلون من وجدوا ثلاثة أيام حتى أربي القتلى من أهل
الهند على مائة ألف ثم أمرهم بعد اليوم الثالث برفع السيف ونادى بالأمان، وأخذ من خزائن محمد
شاه ما أحب أخذه ثم ارتحل وقد دوخ بلاد الهند، ثم صار محمد شاه نائباً عنه ببلاد الهند وكانت مدة
حكومته تسع عشرة سنة وستة أشهر.
ومن مآثره أنه جمع من علماء عصره من أقطار مملكته وأمرهم أن يصنعوا الآلات الرصدية وأن
يقيسوا بها الكواكب ويتعرفوا أحوالها بها ففعلوا ذلك وتولوا الرصد بمدينة دهلي وجيبور وبنارس
تحت نظارة جي سنكه صاحب جيبور، وبذل على ذلك محمد شاه ثلاثين مائة ألف ثلاثة ملائين من
النقود فأدركوا بعض ما لم يدركه القدماء من الراصدين وصنفوا له الزيجات أشهرها الزيج المحمد
شاهي لمرزا خير الله المهندس، ونقلوا الكتب الرياضية من العربية إلى سنسكرت كشرح الملخص
للجغميني وغيره.
وكانت وفاته سنة إحدى وستين ومائة وألف بمدينة