الأمير حيدر علي الميسوري

الأمير الكبير حيدر علي بن فتح علي بن علي خان الكوهيري الحيدرآبادي ثم الميسوري أحد رجال

السياسة والتدبير، ولد سنة خمسين ومائة وألف وتدرب على الفنون الحربية في ظل والده ثم دخل في

خدمة راجه ميسور سنة 1749 م وكان ملازماً لركابه أباً عن جد فارتقى إلى مأمورية قائد الجيوش

ف مدة عشر سنين وتدرج إلى الإمارة وجمع العساكر العظيمة تحت لوائه، وكان راجه نند رام ملك

ميسور مائلاً إلى التعبد فألقى زمام الملك بيد وزيره كنارو، فلما رأى كنارو أن حيدر علي صار قوي

الشوكة خافه ودبر الحيلة لاستئصاله واستقدم المرهله، فلما وقف حيدر علي على ذلك حارب كنارو

وقاتله وهزمه، فاستوزره نند رام وألقى بيده الحل والعقد فرتق ما فتق من مهمات الدولة في أيام

كنارو ثم قبض على نند رام واستقل بالملك وافتتح أمره بالسياسة والرئاسة وقبض أكثر بلاد المرهله

ووسع ملكه إلى نواحي مدراس وضرب السكة باسمه بشطر من البيت:

دين أحمد در جهان روشن وفتح حيدر است

وإذ كانت الدولة الإنكليزية تحسب لنمو سطوته حساباً عقدت محالفة المرهله ونظام الملك ضده إلا

أن حيدر على استمال نظام الملك إليه وأضرم على الإنكليز نيران حرب هائلة وجر عساكرهم إلى

بعد عن مدارس وركب في ستة آلاف فارس وقطع عشرين ومائة ميل في ثلاثة أيام حتى طلع على

المدينة المذكورة فاضطرت حماية مدراس أن تجيب طلبه وقرر هو معاهدة من أهم شرطها أن

الإنكليز يكونون حلفاء له في حروبه الدفاعية، فلما أغارت المرهله على أملاكه سنة 1770 م طلب

إلى الإنكليز المساعدة الموعود بها، فلم ينل منهم إلا إعلانهم بأنهم على حياد ولما تهددته المرهله مرة

ثانية طلب مساعدة الإنكليز فلم يجيبوه فغاظه ذلك فخالف المرهله أنفسهم ونظام الملك سنة 1780 م

وأغار على مملكة كرنالك الإنكليزية وخربها بالنار والسيف وفتح قلاعاً كثيرة إلا أنه احترز من

الدخول معهم في الحرب مواجهة، وكان الخراب الذي ألحقه في مدة سنتي الحرب عظيماً حتى أن

العساكر الإنكليزية وأهل مدراس كانوا في خطر من المجاعة وقد رفض شروط المصالحة التي

عرضها علي حاكم مدراس عند ما أدركته المنية، وخلفه ابنه تببو سلطان، توفي سنة ست وتسعين

ومائة وألف هجرية.

القاضي حيدر بن أبي حيدر الكشميري

الشيخ الفاضل القاضي حيدر بن أبي حيدر الحنفي الكشميري أحد كبار الفقهاء، ولد ونشأ بكشمير

وقرأ العلم على الشيخ عبد الرشيد الكشميري وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى دهلي وتقرب إلى

عالمكير فجعله معلماً لحفيده محمد عظيم فاشتغل بتعليمه زماناً ثم ولي القضاء بدار الملك ثم ولي

القضاء الأكبر سنة سبع عشرة ومائة وألف، ولاه عالمكير، كما في مآثر عالمكيري.

قال خافي خان في منتخب اللباب: إن شاه عالم بن عالمكير بعثه إلى جودهبور سنة تسع عشرة

ومائة وألف فذهب إلى ذلك المقام وعمر المساجد وخرب الكنائس ونصب القضاة والولاة في تلك

البلاد وأخذ الجزية من أهلها، انتهى.

توفي سنة إحدى وعشرين ومائة وألف فنقل جسده إلى كشمير ودفن بها، كما في خزينة الأصفياء.

حرف الخاء

نواب خانجهان الكوباموي

الأمير الفاضل خانجهان بن محمد أنور بن محمد منور العمري الكوباموي نواب أنور الدين خان

بهادر شهامت جنك، كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بكوبامؤ وتأدب على

والده وتففن في الفضائل ثم تقرب إلى عالمكير وتربى في مهد السلطة، لقبه شاه عالم بن عالمكير

أنور الدين خان وولاه على ديوان الخراج بحيدرآباد، ولما نال آصف جاه الوزارة الجليلة في أيام

محمد شاه ولاه على جهان آباد، كوزه ثم لما ذهب آصف جاه إلى حيدر آباد عزل عن تلك الخدمة

فسار إلى حيدر آباد وخدم آصف جاه المذكور مدة، فولاه على كرنالك، ولما توفي آصف جاه وقام

بالملك ولده ناصر جنك لقبه شهامت جنك ولما خرج علي ناصر جنك ابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015