بالعربية أياماً على المولوي عبد الغفور النحوي
الطوكي، ثم سافر إلى البلاد وقرأ على مولانا أمير أحمد بن أمير حسن السهسواني والعلامة عبد
الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، ثم أخذ الحديث عن السيد المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي،
ورجع إلى بلدته فدرس وأفاد بها زماناً، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأقام بالحجاز
سنة كاملة.
وكان - رحمه الله ونفعنا ببركاته - رحيب الصدر، كريم الكف واسع العطاء، كثير البكاء من خشية
الله سبحانه، لم يكن يلبس لبس المتفقهة والمتصوفة ولا يختار ثيابهم من تكبير العمامة وتطويل
الأكمام، وكان يعمل ويعتقد بالحديث الشريف، وكان شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكهنوي مع
صلابته في المذهب يقول: إن لمثله يسوغ أن يتتبع الأحاديث ويعمل بها نظراً إلى تورعه، وبالجملة
فإنه كان قريع أوانه وفريد زمانه في الإقبال على الله والاشتغال بالعبادة والمعاملة الربانية، وضع الله
سبحانه له المحبة في قلوب عباده، لما اجتمع فيه من خصال الخير من العلم والعمل، والزهد
والتواضع، وحسن السلوك وتهذيب النفوس، والدلالة على معالم الرشد وطرائق الحق، وإيصال الخير
إلى كل محتاج، لم تر عيني مثله في الورع، ولم أجد أحداً يساويه في اتباع السنة السنية، وكان سبط
سيدنا الإمام الشهيد السيد أحمد بن عرفان البريلوي.
مات يوم الأربعاء لخمس بقين من شعبان سنة عشرين وثلاثمائة وألف ببلدة طوك.
المولوي مظهر حسن الطوكي
الشيخ الفاضل مظهر حسن بن أحمد حسن بن غلام حسين الأفغاني الطوكي أحد العلماء المبرزين
في الفنون الأدبية، ولد ونشأ بطوك، وقرأ العلم على صنويه الكبيرين: محمد حسن ومحمود حسن، ثم
سافر إلى لاهور وقرأ فاتحة الفراغ على المفتي عبد الله بن صابر علي الطوكي، ثم ولي التدريس
ببلدة ميسور من بلاد الدكن، وقضى جزءاً كبيراً من عمره هناك، حتى أحيل إلى المعاش فرجع إلى
بلدته.
كان له شغف بالأدب العربي والإنجليزي، واليد الطولى في علم الألسنة وصلة بعضها ببعض
وانشعابها، قضى شطراً كبيراً من عمره في البحث والتحقيق في هذا الموضوع، وكان يرى ويثبت
أن اللغة العربية هي أم الألسنة وجميع اللغات متفرعة عنها، راجعة إليها، كتب في ذلك مقالات
ورسائل، ضاع أكثرها.
مات في الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وألف في طوك.
الحكيم مظهر علي السهسواني
الشيخ الفاضل مظهر علي بن بدر الدين بن صدر الدين العمري السهسواني الحكيم الحاذق، ولد
ونشأ ببلدة سهسوان، وقرأ العلم على صنوه الكبير العلامة محمد بشير، ولازمه مدة من الزمان، ثم
سار إلى بلدة كواليار، وجعله صاحبها طبيباً خاصاً، له تفسير القرآن الكريم إلى سورة البقرة.
توفي بمكة المباركة بعد الحج سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف، كما في حياة العلماء.
الحكيم معز الدين الخالصبوري
الشيخ الفاضل الكبير معز الدين بن القاضي محمد عظيم الأفغاني الخالصبوري أحد العلماء
المشهورين، ولد بخالصبور من أعمال لكهنؤ، وقرأ العلم على أساتذة بلاده، ثم تطبب على الحكيم
يعقوب الحنفي اللكهنوي، ولازمه مدة من الزمان، ثم سافر إلى بهوبال وتقرب إلى أمير تلك الناحية،
فصار رئيس الأطباء في محروسة بهوبال، رأيته بها غير مرة، كان يدرس ويداوي الناس، ولكن
المرضى كانوا ناقمين عليه لإنهماكه في التدريس والتصنيف، ومطالعة الكتب.
له تعليقات نفيسة على المطول، وتعليق نفيس على خمسة فنون من معالجات القانون للشيخ الرئيس.
مات في بعض وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة بهوبال.
مولانا معين الدين الكزوي
الشيخ العالم الكبير معين الدين بن خيرات علي الحسيني الكاظمي الكزوي أحد العلماء المشهورين