لقيته بلكهنؤ، فوجدته ذكياً فطناً، حاد الذهن سريع الملاحظة، ذا حافظة عجيبة وفكرة غريبة، تفرد

في قوة التحرير وغزارة الإملاء، وجزالة التعبير، وكلامه عفو الساعة وفيض القريحة، ومسارعة

القلم ومسابقة اليد، وكان شديد التعصب على من لا يقلد الأئمة.

طالعت من مصنفاته شرح مختصر على إيساغوجي، صنفه في يوم واحد، وشرح بسيط على ميزان

المنطق، سماه بالمنطق الجديد وهو مشتمل على نتائج تحقيقات كثيرة، والقول الوسيط في الجعل

المؤلف والبسيط، وسوانح الزمن على شرح السلم للمولوي حسن، ونظم الفرائد على شرح العقائد،

وشرح بالقول على أصول الشاشي، وتعليقات مبسوطة على هداية الفقه، وتنسيق النظام لمسند الإمام،

حاشية بسيطة على مسند الإمام أبي حنيفة برواية الحصكفي مع مقدمتها المبسوطة، كلها طبعت

وشاعت في الهند، وأما ما لم تطبع فمنها صرح الحماية على شرح الوقاية مع المقدمة وهي أحسن

مؤلفاته رأيته عند المرحوم عبد العلي المدراسي، وله غير ذلك من المصنفات عدها في مقدمة صرح

الحماية مائة كتاب وكتاب ما بين المجمل والمفصل والصغير والكبير.

توفي يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلون من صفر سنة خمس وثلاثين وألف.

المولوي محمد حسن السندي

الشيخ العالم الصالح محمد حسن بن عبد الرحمن الحنفي النقشبندي السندي، أحد العلماء الصالحين،

ولد في شوال سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف ببلدة قندهار، وقرأ المختصرات ببلدته، ثم سافر مع

والده إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ومكث بمكة المباركة خمس سنين وقرأ أكثر الكتب الدرسية

في المدرسة الصولتية للعلامة رحمة الله بن الخليل الكرانوي المهاجر، ثم دخل الهند وقرأ على

المولوي لعل محمد السندي، وسكن بقرية تنده محمد خان من أعمال حيدر آباد السند.

الشيخ محمد حسن الأمروهوي

الشيخ الفاضل محمد حسن بن كرامة علي بن رستم علي الحسيني النقوي الأمروهوي، أحد العلماء

المبرزين في معرفة الكتب السماوية، ولد سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم أياماً في

بلدته، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وقرأ الفنون الحكمية على العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير

آبادي، والعلوم الدينية على المفتي صدر الدين الدهلوي، ثم تطبب على الحكيم إمام الدين، وأخذ

الطريقة عن السيد حضرت شاه الشطاري الرامبوري، ثم ولي التدريس بكلية أجمير، فدرس بها

زماناً، ثم اعتزل عن الخدمة وسكن بأجمير مجاوراً لقبر الشيخ الكبير معين الدين حسن السجزي.

ومن مصنفاته معالمات الأسرار بالفارسي في مجلد ضخم في التفسير سماه تفسير حضرت شاهي،

وله تفسير في أردو سماه غاية البرهان، ومقدمته في كتاب مستقل، والدر الفريد في مسألة التوحيد،

وكشف الأسرار، وتلخيص التواريخ، وناموس الأديان، والمعراج المسيحي وغيرها.

مات يوم الجمعة لإحدى عشرة بقين من رمضان سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة أجمير.

الشيخ محمد حسن البهيني

الشيخ العالم الفقيه محمد حسن بن نور الحسن البهيني الجكوالي أحد العلماء المشهورين في بلاده،

ولد في سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بقرية بهين من أعمال جكوال، وقرأ العلم على جده لأمه

المولوي عبد الحليم وعلى غيره من العلماء، ثم ولي التدريس براولبندي في المدرسة الإنكليزية،

فدرس بها زماناً، ثم ولي التدريس بالمدرسة النعمانية بلاهور، ودرس بها ستة أعوام.

وله من المصنفات روض الربى في حقيقة الربوا والفرائض الفيضية في الولاء والوصية، وكتاب

في النحو، وقصيدة على نهج البردة.

مات سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015