العلماء المشهورين ببلاد الهند.

ولد ببلدة سهسوان سنة أربع وخمسين ومائتين وألف، واشتغل أياماً على علماء بلدته، ثم دخل لكهنؤ

سنة ثلاث وسبعين ولازم المفتي واجد علي ابن إبراهيم الحنفي البنارسي، وقرأ عليه الزواهد وشرح

السلم للقاضي والشمس البازغة وإلهيات الشفاء وغيرها، وثم سافر إلى متهرا وقرأ على الحكيم نور

الحسن السهسواني، ثم دخل دهلي وأخذ الحديث عن السيد المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي، ثم

لازم الدرس والإفادة، فدرس سنة كاملة ببلدة سلهث، - بكسر السين المهملة آخرها تاء عجمية -

وهي بلدة مشهورة من آسام، ودرس سنة كاملة ببلدة سهسرام، وخمس عشرة سنة ببلدة أكبر آباد،

وثلاثين سنة ببلدة بهوبال، وبعد ذلك إلى سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة دهلي.

وكان من كبار العلماء، ورعاً صالحاً، تقياً نقياً، مفرط الذكاء جيد القريحة، له مهارة تامة في أصول

الفقه، ولي التدريس في بهوبال أول قدومه بها، ثم ولي نظارة المدارس كلها، وكان السيد صديق

حسن القنوجي يحترمه غاية الاحترام، وهو قرأ بها على شيخنا حسين بن محسن الأنصاري اليماني،

وسافر إلى مكة المباركة فحج وأخذ بمكة عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن السهارنبوري، والشيخ

أحمد بن عيسى الشرقي.

وله مصنفات، منها صيانة الإنسان في الرد على الشيخ أحمد بن زين دحلان، والقول المحكم،

والقول المنصور، والسعي المشكور، ثلاثتها في شد الرحل لزيارة قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

والسيف المسلول، والبرهان العجاب في فرضية أم الكتاب، ورسالة في تحقيق الربا، ورسالة في الرد

على القادياني، ورسالة في إثبات البيعة المروجة، ورسالة في جواز الأضحية إلى آخر ذي الحجة،

وكان في تلك المسألة طرفاً لشيخه حسين بن محسن المذكور، ولكن الشيخ كان يحبه ويعترف بفضله،

وقد كتب في بعض مكاتيبه إلى الشيخ شمس الحق صاحب عون المعبود وقد رأيته بخطه، قال:

ورحم الله أخانا العلامة محمد بشير! فقد كان عالماً محققاً متمسكاً بالكتاب والسنة، وقد مضى رحمه

الله إلى رحمة الله رحمة الابرار، وأسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار، انتهى.

مات بدهلي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف.

مولانا محمد جان البحري آبادي

الشيخ الفاضل محمد جان بن يعقوب العمري الحنفي البحري آبادي، أحد العلماء المبرزين في

الفنون الأدبية، ولد ونشأ بقرية بحري آباد من أعمال أعظم كده وحفظ القرآن، وقرأ المختصرات

على أهل تلك الناحية، ثم تأدب على مولانا محمد فاروق بن علي أكبر العباسي الجرياكوثي، ثم لازم

دروس الشيخ عين القضاة ابن محمد وزير الحيدر آبادي وأخذ عنه الفقه والأصول والكلام وغيرها،

ثم ولي التدريس بجوناكده في مدرسة مهابت خان، فأقام بها مدة طويلة، ثم اعتزل عنه وولاه

التدريس شيخه مولانا عين القضاة المذكور في المدرسة الفرقانية، وله شعر بالعربي والفارسي ومن

شعره قوله يمدح الإمام الرباني مولانا الشيخ أحمد السرهندي:

بركاته عمت فوافت كل ما ذرت عليه الشمس من بحر وبر

عم الورى طراً سنا آثاره قرت لرؤيتها عيون ذوي البصر

الشد ظل بسعيه متهللاً من بعد ما قد كان منطمس الأثر

والشرك والإلحاد قد محيا به والغي أدبر والضلال نأى وفر

كم محدث نيرانه خمدت به إذ طار من نيرانه شرر وشر

بحر خضم منه كم نبعت وكم سالت عيون أو جرى منه النهر

كم من موات القلب نال حياته من فيضه فزها وراق به النظر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015