ومن شعره العربي ما قاله عن شيخه العلامة محمود حسن الديوبندي حين كان أسيراً في مالطة:

ألا يا مالطة طوبى وبشرى ثوى بك من محا آثار كفر

ولم تك قبله إلا خرابا خمولاً غير معروف بخير

فلما حلها عادت رياضاً منضرة من التقوى وذكر

مكللة بأزهار المزايا وأزهار المزايا خير زهر

ألا يا مالطة كوني سلاما على محمودنا الراضي بقدر

إمام الخلق قدوتهم جميعاً له كرم إلى الآفاق يسري

جنيد العصر سري الزمان غيوث فيوضه تهمي وتجري

فريد في خلائقه العذاب وحيد في التقى من غير فخر

أشد الناس أمثلهم بلاء فيا شمس الهدى يا طود صبر

ذكرنا يوسف الصديق لما أسرت بغير استحقاق أسر

لحر البين في صدر الكئيب تفيض دموعه حمراً كجمر

سينزلك العزيز محل عز ويضرك النصير أعز نصر

سيكفيك الإله فأنت مرء

كفاك الله قدماً كل شر

توفي في الثالث عشر من ربيع الثاني ليلة الخميس سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف، وصلى

عليه جمع كبير، ودفن أمام مقبرة العارف الكبير الشيخ قطب الدين بختيار الكعكي في دهلي.

السيد كلب باقر النصير آبادي

السيد الشريف كلب باقر بن كلب حسين بن محمد حسين الحسيني النقوي النصير آبادي، أحد علماء

الشيعة وكبرائهم، ولد ونشأ بنصير آباد، وسافر إلى لكهنؤ للعلم، فقرأ بها على أساتذة عصره، ثم

سافر إلى العراق فزار المشاهد وصحب العلماء ولازمهم مدة طويلة حتى برع في العلم وفاق أقرانه،

وشهد بفضله وأدبه علماء العراق، منهم الشيخ محمد سعيد بن محمود سعيد النجفي، له قصائد في

مدحه، ومنهم مرزا محمد تقي الشيرازي والشيخ عباس ابن الحسن النجفي والسيد محمد كاظم اليزدي

وخلق آخرون.

له دلائل الخيرات في العقائد، يشتمل على ألفي بيت، يشهد ببراعته في العلوم الأدبية، أولها:

الحمد لله العلي الشأن ذي المن والآلاء والإحسان

رب الأنام الباري المصور والخالق المحيي المميت المنشر

مات سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف.

نواب كلب علي خان الرامبوري والي رامبور

الأمير الفاضل كلب علي بن يوسف علي بن محمد سعيد الحنفي السني الرامبوري، أحد الأمراء

المشهورين.

ولد بدهلي سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف، ونشأ في نعمة جده وأبيه، وقرأ العلم على المولوي

محمد حياة والمولوي جلال الدين والمولوي عبد العلي والمولوي غياث الدين وعلى العلامة فضل

حق بن فضل إمام الخير آبادي، وتولى الإمارة سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف بعد ما توفي والده

واستقدم الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد العمري الدهلوي إلى رامبور، فلم يجبه وبعث ولده الشيخ

عبد الرشيد إليه فبايعه، ولازم الشيخ إرشاد حسين العمري وأخذ عنه الطريقة، وسافر إلى الحرمين

الشريفين سنة تسع وثمانين فحج وزار، وبذل أموالاً طائلة في الحرمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015